ترك قرار إغلاق معبر اللنبي (الكرامة) الرابط بين الضفة الغربية والأردن أمام مرور البضائع والمساعدات الإنسانية حتى إشعار آخر، بعد العملية المسلحة التي استهدفت إسرائيليين قرب المعبر الخميس الماضي، آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية أمام مصير مجهول.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بالإغلاق الكامل للمعبر، الذي يُعد المنفذ الوحيد لأكثر من 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية إلى الخارج، مشيرة إلى أن القرار يشمل استمرار منع دخول الشاحنات التجارية والمساعدات، مع السماح جزئيًا بمرور المسافرين.

وأعرب مسؤولون في منظمات إغاثية وإنسانية عن استيائهم من العملية الأخيرة التي شهدها المعبر، معتبرين أن مثل هذه الهجمات "تزيد معاناة المدنيين الفلسطينيين وتعرقل وصول المساعدات إلى السكان المحتاجين".
وقال مسؤول في إحدى المؤسسات الإنسانية العاملة بالضفة إن "استهداف المعبر يعني عمليًا خنق الشريان الوحيد لإدخال الغذاء والدواء".

قرار الإغلاق حرم آلاف المرضى من السفر لتلقي العلاج في الأردن ودول أخرى، كما تسبب بخسائر كبيرة للتجار وسائقي الحافلات والسيارات العاملة على خطوط المعبر.

 ويشير مراقبون إلى أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي في الضفة الغربية، خاصة مع تقييد الحركة التجارية ووقف تدفق السلع الأساسية.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قرار الإغلاق واعتبرته "عقابًا جماعيًا" للفلسطينيين، مؤكدة أنها وجهت بعثاتها الدبلوماسية إلى تكثيف تحركاتها لدى الدول العربية والأجنبية للضغط على إسرائيل لإعادة فتح المعبر أمام حركة البضائع والمساعدات.

ويُعد معبر اللنبي – أو معبر الكرامة – الشريان الحيوي الوحيد الذي يربط الضفة الغربية بالعالم الخارجي عبر الأردن. وسبق أن شهد المعبر في سبتمبر/أيلول 2024 عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين ومنفذ العملية.

ويرى مراقبون أن استمرار إغلاق المعبر يضاعف الأعباء على الفلسطينيين، خصوصًا مع تصاعد الأزمات الاقتصادية والإنسانية في الضفة الغربية، وسط مخاوف من أن تطول فترة الإغلاق في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المتوترة.